في اجترار الاحزان
في اجترار الاحزان
ياعمنا... وصلنا تلطاشر
.....
مثل( نوبه )في البرد لم يحمس جلدها المطرطر كان صوتها الحزين الذي يتردد كابو( التي تي) يشق صمت فتوار قريتنا الحزينه وهي توزن وتدوزن المناحات عفو الخاطر.. ويبكي لبكاءها القادمون من القرى والجزر المجاوره''
الليله ياودحشاي هوووووي
الليله ياود كبدي هوووووي
الليله واااااامري
رجلاها الحافيتان.. عيناها المحمرتان..انفها المتورم.. دموعها التي تحس ملوحة طعمها في حلقك.. ثوبها الهزاز الذي يجر طرفه الملاصق للتراب بقايا القصب وروث الأغنام كما تجر الكمتاره بقايا عروق النجيله والسعده بعد الحرثه الأولى...
صوت بكاءها يؤزنا ازا ونحن نغطس عميقا ونبحث تحت الماء عن جسده الطاهر
تتشابك أيادينا تحت الماء في الداله العميقه الأشد عمقا من الجب الذي القي فيه يوسف.. غير آبهين بطعنات اسنان المحار( السرنكول)الحاده فحزننا أكبر من لسعاته...
كانت هي المأساة الأولى في حياتي وانا اجيئ من مدرسه فتوار الابتدايئه واجد الحله تتبع إثر حبو رجلي اسامه ابن عمي الجميل الذي لازمه الكساح من طفولته حتي بلغ سن الثالثه وهو يجرجرها من المزيره إلى القيف وتختفي آثار اسامه في النيل للأبد..
اختفت بعده عمتي التومه صاحبه الصوت اياه بعد سنين حين غيبها هادم اللذات..
اسأل نفسي دائما،
عندما تعبر الأرواح في الليل البهيم؟
والنساء يهرعن سراعا لبيت البكاء
منهن التي تبكي بكاء الثكالي
ومنهن التي تبكي وتتمتم بكلمات غير مفهومه خوفا من اللوم
لكن وسط ذلك الزحام للنساء قدره فائقة في تصنيف من جائت ومن قطعت البكاء. ومنو( الماختت يدها فوقي)
بعد اسامه توالت على فريق( حله وراء)المواجع فباغتنا الموت برحيل الأجداد وتبعهم الزاكي وامي وابي وعم حسن أحمد وجدي صديق وحبوبتي بت بهلول وابو السيد وعمي إبراهيم يس وأمنه وأبزيد بركات وشايه وعم ميرغني وهجوه وإلتاج وفاطمة والجنه فالو وعطا وعبد الرحمن والتومه صاحبه الصوت التي يحرر بكاءنا وفرحنا...ورحلت بعدها الحوائط والبيوت كأن رحيلهم تمهيدا لشتاتنا..
كأني انظر وجوههم
في أصوات الكرجي
وكلما غردت بليبه
وعلى حأئط برندتنا... المطليه بطبقات الجير المبنى.. كتبت رفيده بنت عمي بنت السابعه بخطها المكعوج
تذكار من اختكم المحترمه في عيون جميع الناس رفيده
وجرى دمعي مرددا
ظعن الذين فراقهم اتوقع
وجرى بينهم الغراب الابقع
سلام لكم أيا الراحلون في ديار الخلود
يمر على هذا الشريط وانا اغفو من طول مسير الهائس عند كبرى المنشيه... ليوقظني أحدهم مربتا على كتفي
ياعمنا ماك نازل؟
احنا وصلنا محطه( 13)
يوسف محمد
15/12/2012
تعليقات
إرسال تعليق