الشربوك
@@من سوانح الذكريات@@
الشربوك
الاسم وحده كان يكفي لادخال الرعب واثارة الهلع في نفوسنا ..عندما كنا طلابا بمدرسة الباوقة الثانويه بنين في عام 2004
وحتي قبل ان تطاءها اقدامنا.. كنا نخشاه ونحسب له الف حساب.. دون غيره من الأساتذة.. بسبب ماقصه علينا من سبقونا من قصص .. يشيب لها الولدان .. عن البعبع المخيف.. الذي يطلق عليه الشربوك.. وعن صرامته وقسوته في العقاب.. ولأتفه الاسباب ..وهي قصص اكتشفت فيما بعد انها تحوي الكثير من المبالغة التي ربما تدفع بعض من هولاء الصبيه لعدم الذهاب للمدرسه الثانويه او الانتقال لمدرسة اخري بسبب هذا الشربوك.. الذي لم يروه بعد.. وانا واحدا منهم ترددت كثيرا ..قبل ان اعقلها واتوكل..
واذكر اننا في ثاني يوم لنا بمدرسة الباوقة بنين ارتكب زميلنا ميسره طلب حماقه كبري تسببت في انزال عقوبه جماعيه علي كل الفصل من قبل الاستاذ امين العبيد وكان في حالة غضب عارم.. ولان عددنا كان كبيرا فقد هب استاذ اخر لم يقل عنه شراسه لمد يد العون له ومساعدته في جلد الفصل .. ولم نكن عندها نعرف اسماء الأساتذه لنميز بينهم فتشابهوا علينا ايهما هو الشربوك ?? وادركنا عندها ان في المدرسه اكثر من شربوك.. واننا اتشربكنا شربكه كبيره ..فعظم الهم في صدورنا ..وكبرت مخاوفنا
هذه المقدمة التي سقتها في بداية حديثي هذا قد تكون مجحفة بلا شك في حق قامه سامقودة وعلم علي راسه نار الا وهو الاستاذ والانسان الودود علي ابراهبم النجومي ولكنني لما اوردتها في صياغ اجتراري لذكريات تلك الايام بمدرسه الباوقة الثانويه بنين
والاستاذ علي خريج جامعة الجزيره من اكثر الاساتذه المتمكنين والحاصلين علي مؤهلات في مجاله وتخرجت علي يديه اجيال من مهندسين واطباء ومحاميين وغيرهم كثيرون فتح لهم ابواب المستقبل فدخلوا من اوسعها دخول الفاتحين ..
وهو مايزال شابا في اوج عطائه .عندما يقابل تلاميذه
بالامس ترتسم علي ملامحه ابتسامه ودوده وصافيه تصحبها تحيه شبه عسكريه ..تجعلك ترجع بذهنك الي الوراء لسنوات وسنوات مستعيدا شريط الذكريات لأيام الدراسه بالباوقة الثانوية عندما كان الاستاذ علي شخصيه ان لم تكون مكروهه فهي قطعا غير محبوبه وغير مرحب بها في اوساطنا انذأك
لقد كنا نحتفل في اليوم الذي يغيب فيه عن المدرسه لاي سبب ونتمني ان يطول لاطول فتره ممكنه لان غيابه كان يشعرنا بنوعا من الارتياح ويكون بوسعنا ان نمرح قليلا ..
الان تبدل ذلك كله الي تقدير واحترام متبادل لاحدود لهما وتحول ذلك الماضي بكل مافيه الي عبق يفوح في سماء الحاضر والمستقبل
التحيه والتقدير للاستاذ القامة علي ابراهيم النجومي مع تمنياتي له بالتوفيق ودوام الصحه والعافيه
ودمت زخرا لنا..
ﻗُﻢ ﻟِﻠﻤُﻌَﻠِّﻢِ ﻭَﻓِّﻪ ِ ﺍﻟﺘَﺒﺠﻴﻼ
ﻛﺎﺩَ ﺍﻟﻤُﻌَﻠِّﻢُ ﺃَﻥ ﻳَﻜﻮﻥَ ﺭَﺳﻮﻻ
ﺃَﻋَﻠِﻤﺖَ ﺃَﺷﺮَﻑَ ﺃَﻭ ﺃَﺟَﻞَّ ﻣِﻦَ ﺍﻟَّﺬﻱ
ﻳَﺒﻨﻲ ﻭَﻳُﻨﺸِﺊُ ﺃَﻧﻔُﺴﺎً ﻭَﻋُﻘﻮﻻ
عثمان زروق
٢٢/٩/٢٠١٤
تعليقات
إرسال تعليق