موسم العودة الي الشونه
صباح اليوم لبيت دعوة صديق الطفولة والصبا امين حمزة وقمت بزيارته في منطقة الشونه شمال الجرانيس وهي المكان الذي ولدت وترعرعت وعشت فيه اجمل ايامي رفقة العزيزين امين حمزة وابن رواحه عبدالرحيم نعيم ومؤيد نصرالدين
لاول مره منذ مايقارب 13سنه اذهب الي جزيرتها التي كانت ذات يوم بستانا نضير يكتسي ثوبا اخضرا قشيبا جميلا يبهر اعين الناظرين
*كانت وفيرة الخيرات ومزدحمه بالناس والحيوانات
والعصافير واﻻشجار والزرع من كل نوع
لكن اليوم اختلف حالها واصبحت شبه ارض جرداء جدباء
وتحولت الي غابات من اشجار المسكيت اللعينه
.اليوم تعاني اهمالا من ابنائها الذي هجروها الي الدهب او غير ذلك رغم جهود البعض الذين مازالو يناضلون بالطوريه والكوريك ليحفظوا لها ماء وجهها علي استحياء فلهم اطنان من التحايا وطوبي لهم ..
استغليت ركشه من العمارة وعند وصولي بداية الطريق الذي يعبر منازل الكرياب ثم المحاميد هنا بدأت المشاعر تختلج في صدري وتقلبني ذات اليمين وذات الشمال وعاد بي الحنين ثلاثة عشر عاما الي الوراء عندما كنت طفل يافعا اقطع هذا الطريق يوميا من مدرسه ابوموسي اﻻشعري )الجرانيس حاليا( الي منزل جدي الحسن احمد بن ادريس عليه الف نور ورحمة
*رغم ان الطريق يبدو سالكا لكنني تعمدت النزول
جوار ال المحمودي حتي يتسني لي رؤية الحال اكثر واكثر وﻻستعيد بعض الذكريات واول ما رأيته ان منازلا جديده شيدت علي نسق مدني .وعلي غير العادة وجدت دكان جﻻل حبوب ووليد علي ابراهيم مغلقا وامامه العنقريب .وكنت احضر اليه قي بعض اﻻمسيات اذ كان الشخص الذي يعمل به وليد علي ابراهيم يمتلك مسجلاً وكمية من اشرطة الكاسيت لمختلف فناني الطمبور وعمالقة الطرب
*ثم واصلت طريقي شرقا وبدا المشهد امامي مأساوي .فرن اوﻻد علي ابراهيم الذي له مكانته في نفسي وجدته تحول الي خرابة ويليه مباشرة المنزل الذي تفتحت فيه عيناي علي الدنيا ﻻول مرة وفيه ترعرعت حتي وصلت مرحلة الصبا انه منزل جدي الحسن احمد ابن ادريس و يجاوره من الشمال منزل جدتي التومه و من الجنوب منزل جدي العوض عابدين واوﻻده .وجدته اصبح كومة تراب عدا حائطان يقفان شاهدان علي حجم الفجيعة احسست كأنهما بقيا ليعانقاني ويشاركاني الاشجان ااه يا حائطاي المبكيان
ومنهما اتخذت طريقي الي الجزيرة وقد ساعدني ابن عبدالرحيم نعيم وهو طفل صغير .لعب دور الدليل باجادة تامة .حال الاشجار واﻻرض وكل شي يبدو بائس في حاله يرثي لها من شدة العطش .ومياه الجدول الرئيسي لم تاتي منذ سنوات لم اسال عن السبب فالجال يغني عن السؤال
وصلنا الي حيث وصل النيل الثائر هذه اﻻيام
وهناك وجدت اصدقائي امين وابن رواحه في بمركبهم في وسط النيل يصطادون اﻻسماك
وماهي الا لحظات حتي عادوا معهم السمك العميان ونال كل منهم حصته
.ولعل اكثر ما اسعدني في هذا الرحله الحافلة بالمشاعر المختلفة انني التقيت باستاذتي سعاد شرف الدين بعد 13عام لم اراها فيها
اسال الله لها دوام الصحه والعافيه
تعليقات
إرسال تعليق