في رحاب الشاعر حمد ود دقاق
سبعين سبعه يوم عيني ماشافن جمالك
ست البنات هاجراني مالك
ست البنات دهرك صفالك
مشهودة بين الناس خصالك
الحبايب كيف السفر
ام نخيل يابلد الغزل
منظره الخلاب للعقول جذاب
ام نخيل جنة ومسكن الاحباب
الظبي الساكن الجبال،، واغنيات اخري
حمد محمد حمد محمدين الشهير بحمد ود دقاق،، والذي اطلق صرخته الاولي في العام ١٩٤٧م اسم له وقع خاص في اذن كل من يسمعه،، ولا ريب في انه من رموز هذه البلد المعطأة وبالقدر الذي احتضنته فقد اجزل لها العطاء فقصيدته التي يقول في مطلعها :
منظره الخلاب
للعقول جذاب
ام نخيل جنه
ومسكن الاحباب
فلو انه اكتفي بها وحدها لرجحت كفته امام سائر الشعراء تغنوا للباوقه ونسجوا غزلهم حول طبيعتها
ودقاق يمثل حالة متفردة في الابداع ،، انسان شفيف وصاحب حس مرهف و قريحه جامحة جادت بأروع الكلمات و ساهمت بنصيب وافر في تشكيل وتلوين وصياغة وجدان جيل كامل عندما شكل ثنائية مدهشه مع الراحل عبدالكريم الحوري وهي الثنائية التي ظلت محل حديث الناس ومثار اعجابهم الي يومنا هذا وستظل(ماطال النيل هو الحبل السري)
وغني عن القول ان هذه الثنائية أرست دعائم مدرسة قائمة بذاتها في الشعر والغناء علي الخارطة الثقافية السودانية وضخت في شرايينها مزيدا من التنوع الذي تزخر به لونياتها المتعددة ولو ان هذه المدرسة لم تجد حظها غير نذر قليل من الدراسة والتوثيق والاهتمام بالقدر الذي تستحق وهو امر قد يرجع لعوامل كثيرة من بينها الرحيل المبكر للفنان عبدالكريم الحوري والذي شكل صدمة للشعراء الذين ارتبطت بهم سيرته ومسيرته الفنية ارتباطا لا فكاك منه كشاعرنا الفذ ودقاق فأحجموا عن الكتابة وظلت الكلمات سجينه دواخلهم تنازعهم كل حين دون تجد مخرجا للبوح او سبيلاً الي اليراع،، فقد كان رحيله المفاجئ هو سدرة منتهي ابداعهم المترع،، بيد انهم تركوا رصيداً من الاغنيات(من جيل تتورث لي جيل) ومازادها تقادم الايام وانطواء الاعوام وهي ترسم تقاسيمها علي وجهه الا رسوخا في الذاكرة والوجدان
* بمبادرة كريمة من العزيز ياسر الجعلي ورفقة الاستاذ محمد علي احمد والشاب ذو الهمه العاليه عمار بابكر زرنا يوم امس الشاعر الكبير حمد ودقاق وتناولنا معه الافطار في برشهم العامر بالحواشات كيلو ٦ وامضينا معه لحظات علي قلتها لم تخلو من حديث حول الشعر والاغنيات التي كتبها للحوري ومايحمله من هموم وتطلعات لأعادة النشاط الثقافي والادبي في الباوقه لسيرته الاولي مفصحا عن حلمه بتأسيس مركز ثقافي بالمنطقه ليجمع شتات مبدعيها ويسهم في خلق حراك يرتقي بمجتمعها الذي دفع الثمن غالياً كأفراز طبيعي لغياب هذا المنحي،، ولعل مانشهده هذه الايام من تبرم وضيق وسخط من تفشي ظواهر عديدة يثبت صدق هذا الكلام ويؤكد حوجتنا الملحة للاسراع في وضع فكرة إنشاء المركز موضع التنفيذ
وهو بدوره ابدي استعداده التام للمشاركة في فعالياته وان يعهد برعايته كل اصحاب المواهب الشابة،، وقطعا كان لديه الكثير ليقوله من رؤي وافكار وهواجس وحمم ذكريات تصلح كمادة دسمة نستمتع بها قبلكم، لا بل اكثر منكم،، ولكن الوقت كان قد اخذ في التسرب من بين ايدينا فقفلنا راجعين ويحدونا الأمل في لقاء اخر،
مرة اخري اشيد بهذه المبادرة التي تنم عن وعي كبير بمدي أهمية تلاقي الاجيال ومد جسور التواصل مع قاماتنا السامقة ورموزنا في مختلف المجالات اولئك الذين نحتفظ لهم بأشراقات في ذاكرتنا المجتمعية وهم كثر وأغلبهم لم يجد اي نوع من الاهتمام فأتمني صادقاً ان تتسع دائرة هذه المبادرة وتشمل الآخرين
كما لايفوتني ان اتوجه اصالة عن نفسي واخوتي بالشكر لكل ناس البرش الذين استقبلونا ببالغ الحفاوة والترحاب
1/5/2021
تعليقات
إرسال تعليق